LightBlog

الخميس، 18 مارس 2021

لويس باستور

لويس باستور
الصورة مرخصة من قبل https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/

1-مقدمة 

يعتبر لويس باستور اكثر الاشخاص تأثيرا في الكثير من المجالات بالرغم انه كيميائي الى أن شغفه في التعلم و الاستكشاف  جعله يصبح ثورة في عصره خاصة في مجال الطب و البيولوجيا و الزراعة فهو مكتشف التطعيم ضد الامراض و علاج داء الكلب و عملية البسترة التي عرف بها في فرنسا من خلال معالجة الحليب و الخمر .

2-نشأته

-ولد لويس باستور في فرنسا (فرانش كومته) عام 27 ديسمبر 1822 لعائلة فقيرة تعمل في مجال دبغ الجلود كان الإبن الثالث لأبيه جووزيف باستور و امه جان إتيان روكي عمل أبوه في جيش نابليون كرقيب ثم بدأ في دباغة الجلود بعد خروجه من الجيش كان لويس باستور متوسط الذكاء حتى إن اول بكالوريا تحصل عليها شعبة اداب و فلسفة عام 1840بعدها بعامين تحصل على بكالوريا شعبة العلوم  تحصل على الدكتورا سنة 1847 و اصبح استاذ جامعيا في الكمياء(جامعة ستراسبورغ)  كان قد عمل قبلها كاستاذ في الفيزياء في ثانوية ديجون عام 1848.
-تزوج باستور ابنة رئيس الجامعة لوران ماري في 29 ماي 1849 و انجبا 5 اطفال 3 منهم توفو بسبب التفوئيد السبب الذي جعل لويس باستور الى التوصل الى علاج الامراض المستعصية توفي باستور جراء توقف قلبه عن عمر يناهز 72 سبة في 28 سبتمير 1895 و دفن في معهد باستور الذي كرمه به رئيس فرنسا اناذاك بسبب الإنجازات التي عملها و التي سنتعرف عليها في هذا المقال.

3-أعماله

-تأسيس علم الأحياء الدقيقة و هو من قام بنفي نظيرة التوالد الذاتي عبر تأسيسه للنظرية الميكروبية  و لقد كانت له اعمال كثيرة و اكتشافات ساهمت في تأسيس جوانب عديدة من علم الاحياء الدقيقة.
1-3 النظرية الميكروبية 
-نشر فيليكس ارشميد بوشيه في عام 1859 تقارير غير كافية تؤكد نظرية التوالد الذاتي  مما حث باستور ان يجري تجربة نفي بها هذه النظرية نهائيا و في التجربة قام بسحب اعناق دوارق تحتوي على مرق مغلي بحيث جعلها على شكل انابيب طويلة و ضيقة تشبه عنق الإوزة و عندما سخن المحاليل المغذية في الدورق كان الهواء يمر بحرية غير معامل او مرشح خارج الفتحة او داخلا الى الدورق,لاحظ انه لم يحدث نمو للجراثيم لانها استقرت في الجزء المنخفض من عنق الإوزة كما هو موضح في الشكل رقم 1.
-في 7 افريل عام 1864 سجل باستير نتائج التجربة في جامعة سوربون بباريس و هذه التجربة اكتشف شيء أخر ان فساد المرق يكون أكثر في أحياء باريس المزدحمة و انه اقل في الارياف و يقل في المناطق الجبلية .
لويس باستور مع دورق يشبه عنق الإوزة (Prescott.et al.1999)

2-3 التخمر و البسترة
أ-التخمر: شارك لويس باستور ابحاثه في صناعة النبيذ و البيرة التي تعد من منتجات الخمر التي كانت من الصناعات الهامة انذاك في فرنسا و ظل مشغولا بأبحاثه هذه منذ عام 1857 حتى عام 1876,كانت صناعة الخمر تعاني من مشاكل و لقد استنتج من دراسته أن تخمر الفاكهة و الحبوب لا يعطي الكحول و إنما بتدخل ميكروبات و شاهد أشكال مختلفة من الميكروبات في المخمرات و بعض القطفات الجيدة يجد نوع سائدا اما في المنتجات الفاسدة يجد نوعا اخر من الميكروبات حينها إستنتج أن السبب وراء المشكلة تبدل نوع الميكروبات و عندما فحص احواض التخمر وجد ان خلايا الخميرة التي تسبب التخمر الكحولي قد حلت محلها خلايا عصوية و كروية التي تعرف الان بالتخمر اللاكتيكي حينها عرف باستور أن إختيار الكائن الدقيق المناسب يساهم في ضمان ثبات جودة التخمر .
ب-البسترة: لم يكن من السهل الحصول على نتائج ثابت من التخمر بسبب كثرة الميكروبات في الفاكهة و الحبوب و حينها فكر باستور بستخين عصائر الفاكهة (الحرارة تقضي على الميكروبات ) بحيث تكون الحرارة مناسبة لاتغير من نكهة او طبيعة العصير و ان تكون كافية للقضاء على اكبر عدد ممكن من الميكروبات حيث وجد ان  التسخين 62.8 درجة مئوية(145 فارنهايد) لمدة نصف ساعة يؤدي هذا الغرض و الان هذه العملية تعرف بالبسترة و التي لا تزال تستخدم حتى الان في صناعات الخمر و مشتقات الالبان .
ج-علاج دودة القز (المنتجة لحرير)
في عام 1865 ، ضرب المرض صناعة الحرير. في فرنسا ، شكل هذا تهديدًا لاقتصاد منطقة بأكملها وانتشر المرض إلى بلدان أخرى منتجة للحرير مثل إيطاليا والنمسا وآسيا الصغرى.
اكتشف لويس باستور أن ديدان القز تأثرت بمرضين - دودة القز وداء النوزيما.
تحت المجهر ، لاحظ لويس باستير أن الديدان المصابة بمرض النوزيما طورت كريات لامعة ، وأظهر أن المرض وراثي ومعد.
طور طريقة إنتاج البيض الخلوي لتمكين الحفاظ على بيض دودة القز الصحي. عزل إناث الفراشات للسماح لها بوضع بيضها بشكل منفصل. بعد التمدد ، قام بطحن الفراشات وفحصها تحت المجهر. إذا لوحظت الجسيمات اللامعة ، فقد دمر البيض ، وإلا احتفظ بها للتكاثر.
أما فيما يتعلق بالقشور ، فقد قدم مفهوم "التضاريس المحددة" ، أي الحالة الفسيولوجية للمضيف المصاب تفضل تفشي المرض. يكفي عدد قليل من قواعد النظافة والتهوية الجيدة والحجر الصحي للدفعات المشبوهة لمنع التلوث.
هذه العمليات البسيطة أنقذت صناعة الحرير من الهلاك. لكن البحث كان ذا قيمة كبيرة ، مما مهد الطريق لدراسة الأمراض المعدية. لأول مرة ثبت علميا مشاكل الوراثة والعدوى ووضعت قواعد الوقاية.
د- علاج الجمرة الخبيثة 
 عام 1881  قام باستور بتجربة عامة شهيرة حيث قام بحقن مجموعة واحدة من الحيوانات بلقاح الجمرة الخبيثة الذي قام بتطويره ، ولم يقم بتلقيح المجموعة  الثانية. بعد بضعة أسابيع ، تم حقن كلتا المجموعتين ببكتيريا الجمرة الخبيثة الحية ، وبقيت جميع الحيوانات الملقحة على قيد الحياة. على الرغم من أن باستور أصبح مشهورا بتطوير لقاح الجمرة الخبيثة بسبب المظاهرات العامة التي قام بها ، إلا أنه يعتقد حاليا أن الطبيب البيطري الفرنسي ، جان جوزيف هنري توسان ، هو المسؤول في الواقع عن إنشاء هذا الفاسكين أولا.
هـ-إكتشاف طريقة التحصين 
في عام 1880 نجح باستور في عزل البكتيريا المسؤولة عن كوليرا الدجاج و المسماة باستريللا مالتوسيدا Pasteurella multocida و قد نماها في وسط زرعي سائل نقي و إستخدم في تجاربه إفتراضات كوخ لإثبات الأصل الميكروبي للمرض اي ان البكتيريا التي عزلها من الدجاج المريض بالكوليرا هي التي تسبب المرض,فقام بحقن دجاج سليم بالمزرعة النقية التي حصل عليها فمرض الدجاج و أراد بعد عدة اسابيع إعادة الخطوات لكن هذه المرة لم يمرض الدجاج راجع باستور الخطوات التي مر بها  فأكتشف انه بالخطأ حقن الدجاج بالمزرعة القديمة (التي تركت لعدة اسابيع) بدل استخدام المزرعة الجديدة .
-اعاد باستير التجربة من جديد لكن هذه المرة جلب مجموعتين من الدجاج أ و ب قام بحق المجموعة أ بالمزرعة القديمة و لم يحقن الثانية بعد مدة زمنية حقن المجموعة أ و ب بمزرعة حديثة النمو فلم يمرض دجاج المجموعة أ و لكن دجاج المجموعة ب ظهر عليها المرض, إحتار باستور من تفسير هذه الظاهرة  فيما بعد توصل الى نتيجة أن البكتيريا  تفقد القدرة على إنتاج المرض و عندما تركت فترة أصبحت ضعيفة و غير قادرة على إنتاج المرض لكن مزال لديها القدرة تحفيز المناعة لدى (الدجاج) على انتاج مواد مناعية تسمى الاجسام المضادة و هي التي تحميه عند التعرض مرة ثانية الى البكتيريا الممرضة .
-أي ان البكتيريا الضعيفة تعطي انذار كاذب لجهاز المناعة فيقوم بإنتاج الأجسام المضادة لكن لايوجد اي مرض  هكذا يصبح لدي الجسم الوقت الكافي لإنتاج الاجسام المضادة في حالة دخول البكتيريا الممرضة إليه وكل الفضل يعود للذاكرة المناعية .
و-إكتشاف التطعيم ضد داء الكلب 
لم يعرف باستير ذلك في ذلك الوقت ، لكن سبب عدم تمكنه من العثور على الكائنات الحية الدقيقة هو أن داء الكلب مرض فيروسي. الفيروسات عبارة عن عوامل معدية صغيرة تتكاثر بسرعة ولها معدل طفرات مرتفع. يمكن استخدام هذه الطفرات السريعة لصالح الباحثين في تطوير لقاح موهن. عن طريق المرور المتسلسل للفيروس عبر نوع مختلف ، يصبح الفيروس أكثر تكيفًا مع تلك الأنواع ، وأقل تكيفًا مع مضيفه الأصلي ، مما يؤدي إلى القضاء على الفوعة فيما يتعلق بالعائل الأصلي (على سبيل المثال ، "ضعيف"). من خلال تمرير الفيروس عبر الأرانب ، جعل باستير الفيروس أقل خطورة على المضيف البشري ، مع الاستمرار في إعطاء الجسم معلومات كافية للتعرف على المستضد وتطوير مناعة ضد النسخة "البرية" من المرض. لويس باستير في مختبره ، رسم ألبرت في عام 1885 بعد نجاحه في حماية الكلاب من المرض ، وافق باستير على علاج أول مريض بشري له ، وهو صبي يبلغ من العمر تسع سنوات جوزيف ميستر الذي عضه ذئب مصاب بداء الكلب ، ولم يكن هناك شك في أنه سيموت إذا لم يتم فعل أي شيء. قام باستير بحقن الصبي بسلسلة يومية من الجرعات التدريجية الأكثر ضراوة للقاح من الأرانب المصابة بداء الكلب. لم تظهر الأعراض على الصبي مطلقًا وأصبح باستير بطلاً دوليًا.

حتى طور لويس باستور لقاح داء الكلب ، كانت "اللقاحات" تشير فقط إلى تطعيم جدري البقر. كان الإجراء الذي اتبعه يُدعى في الأصل "علاج باستور" ، ولكن قرر باستور تكريم رائد علم الفيروسات في القرن الثامن عشر إدوارد جينر ، الذي نشر علاجًا للجدري ، ومنح هذه الأمراض الضعيفة صناعيًا الاسم العام "للقاحات". 
صورة للويس باستور يقوم بتلقيح جوزيف ميستر

4-خاتمة

بسبب الإنجازات و الاكتشافات التي قام بها لويس باستور في مجال الصناعة (صناعة الخمر و الحليب و الحرير ) و في مجال الطب (إكتشاف اللقاحات ضد مرض السعار و كوليرا الدجاج و الجمرة الخبيثة ) تم تكريم لويس باستور بإنجاز معهد بإسمه الذي الان لديه عدة فروع في العالم لتبقى أعمال لويس باستور خالدة في اذهان جميع الاشخاص 
المصادر 
https://www.pasteur.fr/en/institut-pasteur/history
https://www.britannica.com/biography/Louis-Pasteur
كتاب علم الاحياء الدقيقة الجزء الاول 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox